بوميرانغ: حاتم قروي وشخصياته تعكس تونس

مسرحية "بوميرانغ"، الكوميديا الجديدة للفنان حاتم قروي

المسرح غالباً ما يكون مرآة لحياتنا، ومسرحية “بوميرانغ“، الكوميديا الجديدة للفنان حاتم قروي، ليست استثناءً. في هذا العرض الفردي، يأخذنا قروي برؤية فكاهية وذكية في تأمل الأسباب التي تجعل بعض التونسيين يختارون مغادرة بلادهم. هذا السؤال، الذي يمس الشخصي والعام معاً، يُعالج بأسلوب قروي الخاص، المزيج بين السخرية والإيرونيا الرقيقة.

فن التقليد والكلمة الدقيقة

حاتم قروي، الذي بدأ مشواره تحت إشراف توفيق الجبالي، . مسيرته، المليئة بعروض تعتمد على الألعاب اللغوية والمعاني المزدوجة، تجد تعبيراً جديداً في “بوميرانغ“. وفي استمرارية لأسلوبه المعتاد، يرسم قروي كاريكاتير لاذع للحياة التونسية، يلعب على الخصوصيات اللغوية والثقافية التي تضفي سحراً وتعقيداً على البلاد.

من المسرح إلى التحليل الاجتماعي

جاءت فكرة هذه المسرحية من تجربة شخصية: فقد قضى حاتم قروي عدة أشهر في كندا، وهي هجرة مؤقتة منحته منظوراً جديداً لمراقبة تونس. هذا النظر الخارجي، الممزوج بالحنين والنقد البنّاء، يمكّنه من تسليط الضوء على ما يجعل تونس فريدة رغم تناقضاتها.

شخصيات ملونة

بدون الكشف عن مفاجآت العرض، يجدر بالذكر أن قروي يتقن تقليد شخصيات تونسية بارزة. من بين هذه الشخصيات، الشيخ مورو، الدكتور زكريا بوقيرة، المدربة الحياتية نادرة غرياني، وغيرهم. كل تقليد هو فرصة للضحك وأيضاً للتفكير في المجتمع التونسي وشخصياته العامة.

تراجيديا كوميدية وجرأة

See Also
يعود مهرجان دقة الدولي في دورته الثامنة والأربعين، مقدماً برمجة متنوعة ومبادرات محلية واعدة. من 29 جوان إلى 10 جويلية،

“بوميرانغ” لا يتردد في أن يكون جريئاً. بعض المشاهد تقترب من الجرأة، ولكن دائماً بهدف تسليط الضوء على التراجيديا الكوميدية لحياتنا. الإخراج، الذي وقعه فؤاد لطايم، يدعم النص بشكل مثالي، مما يسمح لقروي بالتألق في لحظات من الضحك الخالص وكذلك في لحظات التأمل العميق.

شخصية رئيسية ونهاية مفاجئة

من بين الشخصيات العديدة التي يجسدها قروي، هناك شخصية واحدة بالتحديد أثارت ضحكاً لا يُنسى. هذه الشخصية، التي نترك للجمهور متعة اكتشافها، ترمز إلى الفكاهة الحادة للفنان.

باختصار، “بوميرانغ” هو عرض لا يمكن تفويته. يذكرنا، بضحكة غالباً ما تكون محررة، أن حياتنا، إذا نظرنا إليها من زاوية أخرى، هي مزيج من التراجيديا والكوميديا. عبر هذه المرآة المشوهة ولكن الصادقة، يستمر حاتم قروي في تقديم تأمل ثمين في مجتمعنا.

What's Your Reaction?
Excited
0
Happy
0
In Love
0
Not Sure
0
Silly
0
View Comments (0)

Leave a Reply

Your email address will not be published.

© 2019 BINETNA. All Rights Reserved.

Scroll To Top