الحاجات الوحيدة الي ما تتعاودش في حياتنا هي ناس كيف فتحي
بسام بونني
فتحي يا فتحي!
في باب الخضراء، بعد نصف الليل، يطلعلنا واحد سوابقه العدلية في وجهه وايديه. “فتوح! خليتنا يتامى!” عامتها، فتحي ما عندو حتى دور في رمضان. كانت من أسعد لحظات فتحي، ولد حي التحرير.
في فترة من الفترات، الدوحة لمت برشة ناس، على اختلاف خدمهم وتوجهاتهم وقناعاتهم. فتحي يجي من سوريا ويبقى أسابيع وكانت من أفضل اللحظات بالنسبة لي. مع محمود بوناب ومالك التريكي أو في دار ليلى الشايب. لكن، العز، القعدات مع الطاهر بن عمر. فتحي يشيخ على الحديث على الكورة، على عبد المجيد بن مراد ومحمد بوغنيم والبشير المنوبي. الطاهر يسربي بداية الحكاية وفتحي يكملها. الحكاية الأولى الثانية … في الثالثة تحس روحك بلا مبالغة قاعد تحت شجرة من شجرات ساحة روما وسط العاصمة. ناقص كان حبيب هميمة الله يرحمه يطلع يبايبي بايده من حانوته.
عشقه لسوريا ما يضاهيه الا خوفه من ناسها، تحديدا من نظامها. من غير ادعاءات بطولة أو نضال، يحكي حكايات مرعبة. لكن، فتوح كان يؤمن بالشرق، الشرق كظاهرة أكثر من منطقة في العالم. فكرة استحال على العالم يفهمها.
– “يا فتوح، والله الشواي الي في طريق جربة حاطط تصويرة حافظ وصدام”.
– “والله لو جاء في دمشق يشويوه … هعهعههعهعههعهعههعه”.
جات فترة، ضاقت عليه تونس وسوريا في نفس الوقت. الحل؟ في الماكلة!
– “مريم اش مطيبة؟”
– “انت اش تحب؟”
– “كسكسي بالعصبان. أما احنا في الدوحة. منين الدوارة؟”
– “موجودة والله”.
– “نسيت الي أنت تميمي”.
من المغرفة الأولى يصيح: “Grave”.
ما يوصل للأوتيل عقاب السهرية الا عينيه خذاتو.
“ما عادش نعاودوها”.
قبل ولادة جميلة بنتو، تعمل عليه حصار. الي يعرفوه الكل، في سوريا وتونس، يقترحوا عليه في الاسم. الأسماء الي طالعة توة، تقول ترمي في صحفة حديد والصوت الي تسمعو تسمي بيه ولدك والا بنتك. يسمع ويصلي على النبي. في الآخر، سماها على اسم أمه.
بعد الثورة، فتوح حب يدخل السياسة. لخصها في جلسة نيل الثقة متاع الحبيب الجملي وهو كان في القائمة. تلقينا صدفة في التواليت. والي يعرف تواليت المجلس، يتذكر أكيد أنها تبدا نظيفة أول الجلسة وتقلب على قذورة في آخرها. “هذا هو حال البلاد”.
فتوح الممثل، حاجة بديعة. مشاهد البكاء ما تقلش إبداع عن مشهد من مشاهد البكاء متاع “سيان بن في “ميستيك ريفر”.
ناقصين قلمات زيانة”، يقول فتوح في عصفور السطح. عبارات وجهه في المشهد هذاكا، حاجة من أكثر الحاجات الي تضحكني. لأني نعرف أنه ما يمثلش. هذاكا هو فتوح!
لكن، من المشاهد الكل ما اخترت كان المشهد هذا. ما تفرجتش في “النوبة”، لكن المشهد هذا بديع! وقد ما فيه إبداع على قد ما هو محبط. الحكاية عندها أكثر من ستين عام وهي تتعاود. الحاجات الوحيدة الي ما تتعاودش في حياتنا هي ناس كيف فتحي! الله يرحمك يا صاحبي!