رڨوج في دڨة: كي الفن يولّي جنون منظّم

مسرحية رڨوج لعبد الحميد بوشناق تهزّ مسرح دڨة الروماني بعرض فني متكامل يجمع الموسيقى، الرقص، المسرح والإخراج المبدع. تجربة فنية فريدة تدمج الخيال بالواقع وتكرّم رموز الفن التونسي.
صورة رفيق بودربالة

البارح في الليل،مسرح دڨة الروماني اهتز لمدّة ساعتين ونص على إيقاع رڨوج، لعبد الحميد بوشناق
الجمهور، اللي كان مبهور من أول دقيقة، دخل في دوّامة متاع غناء، رقص، مسرح وموسيقى
.تجربة استثنائية، فنانين موهوبين ومحترفين عطاو أحسن ما عندهم

عبد الحميد بوشناق عنده لمسة جنون فني تخليه يتصوّر حاجات كبيرة، ويحوّلها لأعمال مزيانة
هو فعلاً “مجنون جميل”، وعالم رڨوج أكبر دليل

المسلسل يولي حيّ على الخشبة

رڨوج ما كانش مجرّد عرض، هو امتداد حيّ للمسلسل
عرض موسيقي يحكي على نفس العالم، نفس الأحاسيس، لكن بطريقة مختلفة
إذا عجبتك السلسلة، العرض هذا بش يعجبك
باش تحسّ كل إحساس بسرعة، على خاطر حسّيتو قبل

حتى اللي ما تفرّجش في المسلسل، ينجم يندمج في العرض، ويكتشف عالم متكامل فيه ممثّلين، مغنّيين، راقصين وموسيقيين، الكلّ يخدمو بتناغم تامّ

الإخراج الفنّي: الشربكة الراڨوجية

الإخراج الفني في رڨوج يستاهل مقال وحدو.
الديكور كان رڨوجي 100%، فيه برشا ألوان وتفاصيل تعمل جوّ خاص وغريب وفريد
ورود، الخيوط المعلّقة كي الشريطة، كل شي يساهم في الفوضى الحلوة اللي تميّز عالم بوشناق
.يلزمك تجي بكري باش تتأمّل كل تفصيل في الشربكة الراڨوجية هاذي

و في موضوع الوقت,أكثر حاجة كانت مقلقة هي الناس إلي توصل بعد العرض و تلوج في بلاصة وتخرجك بالرغْم عنك من عالم الخيال

حبّ المسرح حاضر وبقوّة

عبقرية عبد الحميد بوشناق إنو ينجم يلمّ عدد كبير من الممثّلين اللي جايين من عالم المسرح
حبّ الخشبة باين، والاحترافية موجودة
العرض دمج بين الزوز أجزاء من المسلسل، من غير ترتيب زمني
أحداث تتفهمها إذا تابعت المسلسل، أما في النهاية، ما هوش هذا الأهم
المهم هو الإحساس العام والتجربة المسرحية في حد ذاتها

أداءات متميّزة وإحساسات صادقة

فاطمة سعيدان كانت نجمة الخشبة بلا منازع.عند دخولها الجمهور وقف يصفّق، واحتفى بيها، تعبيرًا على الحب والتقدير
صابر الوسلاتي ضحّكنا بكوميديا سوداء فيها عمق. الجمل متاعو ولات شبه”جمل وطنية” يستناها الجمهور بفارغ الصبر.

فمّا غيابات، كيما هالة عياد وأميرة الشبلي، وزادة أجزاء من القصة ما تمش تقديمها
لكن العرض يبقى مستقلّ، مسرحي، موسيقي، راقص… البعض يسمّيه كوميديا موسيقية، أما هو عرض راڨوجي خاص

عالم موسيقي ينبض

الموسيقى في رڨوج ما تنجمش تفصلها عن العرض
عالم موسيقي فريد، من إبداع حمزة بوشناق، اللي كان موجود زادة على الركح
كان يعزف بتركيز، يتبع في قائد الأوركسترا، وعايش الجو لحظة بلحظة
الموسيقى كانت مزيج بين الشعر والجنون، بين الحلم والواقع
عالم يشبهنا، فيه حاجة من كل واحد فينا، ملوّن ومبهج رغم اللي يحكيه

كافون: تكريم من نوع آخر

من أول لحظة، حسّينا بحضور كافون، رغم أنو ما تذكرش اسمو
عبد الحميد بوشناق، كعادتو، وفيّ لرفاقو
التكريم جا مميز: كافون يرجع للحياة بفضل الذكاء الاصطناعي، ويغنّي على الشاشة
لحظة مؤثرة، حتى الممثلين على الخشبة تأثّروا بيها

رڨوج: تجربة خارج الزمن

في رڨوج، نلقاو عناصر الحكايات الخرافية: الطيب، الشرير، الحلم، التوبة
حكايات حبّ، صراع، ونهاية مفتوحة

See Also
فقدت الساحة الثقافية أحد أعمدتها، فتحي الهدّاوِي، الذي ترك بصمته الكبيرة في عالم الثقافة والفن. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إن فقدانه يمثل خسارة كبيرة، لكن إرثه سيظل حياً في أعماله ومسيرته. تحية إجلال ووفاء لروح الراحل فتحي الهدّاوِي.

بوشناق خلق عالم فيه تكريم للمرأة الريفية، للعاملات في الأرض، للناس اللي ما عندهم صوت
حتى الفولارات التقليدية رجعت الموضة، وتباع منتجات مستوحاة من العرض
طريقة فنّية باش نربطو العرض بالواقع الاجتماعي

الإحساس هو كل شي

مهما نوصفو، العرض يلزم يتعاش

رڨوج لحظة حسّية، خارج الزمن، تبقى في الذاكرة

بعد العرض، سألت عبد الحميد بوشناق:شنو رأيك إنت في العرض؟
جاوبني: و إنتَ؟
قلتلو ما نجمتش نكون حيادية، الإحساس غلبني
قلّي: أحكى اللي حسّيتو، هذا الأهم

و عندو الحق
الفنّ هو الإحساس، هو الربط العميق مع الجمهور، هو التجربة الشخصية اللي تخلّي رڨوج عرض ما يتنساش

What's Your Reaction?
Excited
0
Happy
1
In Love
0
Not Sure
0
Silly
0
View Comments (0)

Leave a Reply

Your email address will not be published.

© 2019 BINETNA. All Rights Reserved.

Scroll To Top